(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

كيف نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟

كيف نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟

  • Q3;104

وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الشيخ “محمد عبده” (1849-1905) المفتي في مصر ومعظم الدول الإسلامية في وقته كتب على هذه المسألة قائلا إن كلمة “الأمة” تعني مجموعة من الناس الذين لديهم اهتمامات أو سمات أو مصالح مشتركة . و معنى المعروف هو ما يتعارف عليه العقلاء الراشدون انه معروف و المنكر هو ما يتعارفون عليه أنه منكر و يقول الشيخ أن هناك أربعة جوانب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و هى ؛

.

أ— الجانب الأول هو دعوة الشعوب والأمم الأخرى إلى الإسلام (المعروف) ب—. الجانب الثاني هو بين المسلمين بعضهم البعض بالدعوة الى المعروف و النهى عن المنكر ج— الجانب الثالث هو تعيين فريق من الناس على دراية جيدة بالدين وليس لديهم أى مصلحة شخصية أو تحيز أو مكاسب من هذه المسألة وذلك لتقديم المشورة الناس فى دينهم و دعوتهم الى المعروف و نهيهم عن المنكر

و في جميع الجوانب المذكورة أعلاه، فإن مهمة الدعوة إلى الخير والنهي عن المنكر يجب أن تتم كما أمرنا الله،   أى بالحكمة و الحسنى دون أى إكراه أو إجبار أو فرض أو ضغط بأي وسيلة

Q16;125 & Q 5;105

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ

 د— الجانب الرابع هو قيام المسلمين بانتخاب من بينهم أمة (مجموعة) تشكل الهيئة التشريعية للتشريع والرقابة وحكومة لها سلطة إنفاذ القوانين والعدالة و تهدف لخدمة مصلحة الشعب وهذه المجموعة المنتخبة مشابهة لما يسمى فى النظم السياسية الحديثة بالبرلمان و ينبغي أن تقوم وتعمل على أساس “الشورى” كما أمر الله

Q42;38

وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ

.

و هذه الهيئة التشريعية والحكومة تكون منتخبة من قبل الشعب و يكون أسلوب سن القرارات والقوانين فيها بالتصويت و التشاور وليس بطريقة استبدادية، وهو ما يسمى في المصطلحات السياسية الحالية ب “الديمقراطية”. و رأي الشيخ هو أنه من أجل أن تؤدي هذه المجموعة مهمتها بطريقة سليمة، فيجب اختيار هذه المجموعة على أساس من المعايير فيجب أن تضم من هم قادرون و على علم جيد بسن و تشريع القوانين ، و علم الاجتماع وعلم النفس و التاريخ والعلوم الإنسانية والعلوم السياسية و الفنون والعلوم واللغات، والتجارة و الاقتصاد الخ و المعرفة بالقرآن والسنة المؤكدة. بالإضافة إلى ذلك، هذه المجموعة التشريعية تحتاج أن يكون لها هيكل تنظيمى ورئيس ونظام للتدقيق والمراجعة من قبل الشعب الذي انتخبها و يكون للشعب الحق في الحفاظ عليها أو انتخاب مجموعة آخرى و قد أخبرنا الله ان انتخاب مثل هذه الأمة ( المجموعة) القائمة على الدعوة إلى الخير والنهي عن المنكر، يؤدى الى النجاح والازدهار و الفلاح للناس

وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ