(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

كيف يتحد المسلمون ؟

  • Q3;103

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا

الشيخ “محمد عبده” (1849-1905) مفتي مصر ومعظم الدول الإسلامية في وقته كتب عن هذه المسألة قائلا إن هذه الآية هي مجازية تشبه الدين باعتباره حبل قوي يمسكه المؤمنون لتجنب السقوط ، ولكن كيف يمكن للمسلمين أن يتحدوا في حين أن الاختلاف هو سمة طبيعية بشرية و يقول الشيخ أن هناك نوعان من الخلافات والانقسام، الأول غير ضار بل نافع و هو الاختلاف الحضاري العقلاني الذى بحترم الرأى الأخر و المتسامح فى وجهات النظر والآراء مع الآخرين كما قال الله فى كتابه

Q11;119

وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ

، في حين أن النوع الثاني من الاختلافات و الانقسام هو الضار و هو الذى يهدف الى المكاسب الشخصية و السلطة تحت ستار الدين و لا يحترم الرأى الأخر و يعتبر المختلفين معه من الأعداء وهذا هو الانقسام الذى يهدف الدين إلى منعه لأنه يضلل الناس و يفتت و ويكسر المجتمع و يؤدى الى العداوة

.

 المساواة والتشابه بين جميع الناس في الفهم و وجهات النظر أمر مستحيل، حتى الإخوة في المنزل الواحد لديهم آراء وتوجهات مختلفة ، ولكن وجود خلافات لا يجب أن يؤدي بالضرورة إلى العداء أو الصراع. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لدي خلافات مع أصدقائي حول بعض القضايا بما فيها القضايا الدينية ولكل واحد منا منطق و وجهة نظر ولكن دون مصلحة شخصية أو تحيز فمثلا يمكن أن أعتقد في شيء معين أنه حلال ويعتقد آخرون أنه حرام ، لكنني أحترم رأيهم و اتقبل اختلافهم ، وبالتالي نتمكن من العيش والتفاعل رغم خلافاتنا وهذا كان بين الأئمة مالك وأبو حنيفة …الخ حيث كانت لديهم اختلافات فى الرأي فى الحلال و الحرام و الدين ، و لكنهم كان كل و احد فيهم يقول أن رأيه يحتمل الصواب و يحتمل الخطأ لكن للأسف أتباع الأئمة لم يتبعوا نفس الاسلوب وأصبح استغلال الدين وسيلة لتحقيق المصالح والمكاسب الشخصية و السياسية مما أدى الى قسمة المسلمين و خلق طوائف عدائية بينهم أدت الى ضعف الأمة الإسلامية

.

  • وهكذا فهناك حاجة ماسة للحوارات العقلانية والمنطق والإقناع والاستماع والتسامح بين الطوائف المختلفة وأن الاختلاف في فهم الدين لا ينبغي أن يؤدي على الإطلاق للعداء او القتال في الأمة الإسلامية ، فطالما يعتقد أى مسلم بالله وكتابه فهو مسلم و لا يجوز تكفيره كما لا ينبغي أبدا أن يتم استخدام الدين لتحقيق اى مكاسب أو مصالح شخصية أو سياسية

.

باختصار يمكن للمسلمين التوحد كأمة قوية وحضارية واحدة إذا استطاعوا تقبل وتحمل وجهات النظر الدينية المختلفة بينهم طالما أنهم جميعا يؤمنون بالله وكتابه