(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

منع تعدد الزوجات

– الإسلام ميال للزواج الأحادي (زواج رجل واحد لامرأة واحدة) وهذا واضح في آيات القرآن. الشيخ “محمد عبده” (1849-1905) مفتي مصر ومعظم العالم الإسلامي في وقته أصدر فتوى بأنه “يجوز للحاكم رعاية للمصلحة العامة أن يمنع تعدد الزوجات بشرط او بدون شرط حسب ما يراه موافقا لمصلحة الأمة

ب_ تعدد الزوجات يكون مفيدا وعدلا في ظل ظروف معينة كما في أوقات الحرب حيث النساء يفوق عدد السكان بشكل كبير أو حالات محددة أخرى وفقا لمصلحة المجتمع وليس فقط لإشباع شهوة الذكور من الرجال و إذا أصر الرجل على الزواج من زوجة أخرى، فان زوجته الأولى إما توافق أو ترفض و يحدث الطلاق بين الرجل وزوجته ، ثم يمكن للرجل حينئذ أن يتزوج أخرى . ويستند هذا الحكم بشكل كامل على آيات القرآن كما سنرى فيما بعد

ج- عمليا تعدد الزوجات مفيد في حالات الحرب أو ما شابه حيث يفوق عدد النساء الرجال بشكل كبير ويكون هناك الكثير من الأرامل والأيتام والنساء العازبات ، لذا و للحفاظ على التوازن الاجتماعي والعدالة لهؤلاء الأيتام والنساء، فيكون تعدد الزوجات حلا لتلك النساء والأيتام الذين يمكن أن يتربوا بطريقة أفضل بين الأم و زوج أم يراعى الله فى اليتيم. وبالنظر في آيات القرآن نجد أنها تقيد تعدد الزوجات وتسمح به في نفس الوقت حيث حدد المشرع الزواج من زوجة واحدة فقط إذا كان يخشى عدم تحقيق العدل في تعدد الزوجات، ثم ذكر أن العدل بين النساء ليس بالمستطاع

  Quran 4;3 & 4;129

ٰ, وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً>>>>> , وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ

د- ويقول الشيخ في فتواه و على حسب ما نجده في عصرنا الحديث و من دراسة حالات تعدد الزوجات وعواقبها فى قضايا المحاكم نجد أن العدل فى تعدد الزوجات خاليا غير موجود و أن تعدد الزوجات أدى إلى الظلم كما هو مبين في العداء بين الأطفال من زوجات مختلفة والعديد من المشاكل العائلية

ه- فاطمة “ابنة النبي محمد (ص) اشترطت عندما تزوجت علي، أنه لا يستطيع أن يتزوج امرأة أخرى عليها وهذا حق كل امرأة أن تشترط هذا الشرط في شروط عقد الزواج

و- النبى (ص) كان أحادى الزواج لسنوات عديدة متزوجا فقط من زوجته الأولى “خديجة” أم المؤمنين وكان يحبها جدا على الرغم من أنها كانت تكبره سنا وبعد وفاتها حزن كثيرا وظل عامين بعدها دون زواج، بعدها تزوج من أخربات وكانت كل للزواج مثالا للمسلمين لاقامة معايير للزواج لا يقوم فقط على الجمال والشباب والعذرية ولكن أكثر على التقوى والخلق و تزوج من مسلمين و من أهل الكتاب ، حيث تزوج من مسلمات ومسيحية ويهودية، عذراء كانت أو مطلقة أو أرملة إما أصغر أو أكبر منه سنا، علاوة على ذلك فأن النساء في زمن النبي كانوا اكثر من عدد الرجال عدة مرات بسبب فقدان الرجال في الحروب، و بالتالي كان تعدد الزوجات في ذلك الوقت حلا للأيتام والأرامل و النساء للحفاظ على ميزان العدالة الاجتماعية ولو كان النبي في ذلك الوقت قد امتنع نهائيا عن تعدد الزوجات، لكان معظم الرجال المسلمين حذوا حذوه مما كان سوف يؤدي إلى مشاكل اجتماعية خطيرة للأرامل والأيتام و النساء الغير متزوجات