(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

لا عقوبة للمرتد في الإسلام وحرية العقيدة مطلقة

لا عقوبة للمرتد في الإسلام وحرية العقيدة مطلقة

انتشر مؤخرا بين بعض الناس الدعوات بقتل المرتدين عن الإسلام  و لمواجهة هذا الفكر المغلوط المناقض للأسلام  فان محرر الصفحة يستعين بمنهجية الشيخ محمد عبده و هي الرجوع الى نص القرأن  في هذا الشأن و فيما يلى النصوص القرأنية التي تتناول هذا الأمر

أ—- الإسلام يقرر الحق الكامل لكل انسان فى حرية الدين والمعتقد بما في ذلك الحق في الردة عن الإسلام واعتناق دين آخر، أو الالحاد و هذا واضح من الأيات القرأنية

18;29 ” فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ,

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ2;256,

ب— القرآن يقرر صراحة أن من حق المسلم أن يرتد عن الإسلام دون أي عقوبة في الحياة الدنيا و العقاب له يكون النار في الآخرة

2;217وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

4;137إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا

ج— انها ارادة الله ان يترك الحرية لمخلوقاته البشرية فى اختيار عقيدتهم . و أي عقل سليم لمؤمن يقول أنه إذا أراد الله الرب القدير أن يجعل كل الناس تؤمن به و تعبده حق عبادة لفعل هذا في أقل من ثانية واحدة و لكنها ارادة الله ان يترك للاِنسان حرية الاختيار و ذلك واضح فى أيات القرأن

76;3إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا

وبالتالي، إذا حاول أي شخص نشر الدين بأي نوع من الإكراه أو القمع، فان هذا الشخص يكون عاصيا و معارضا لإرادة االله فى تقرير حرية المعتقد و يجب منع ومعاقبة مثل هذا الشخص و قد استنكر الله أي محاولة لإكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام , مثال

10;99“وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”

د— أي حديث  منسوب للنبى (ص) مثل  “من بدل دينه فاقتلوه” يدعو الى قتل المرتد مشكوك فيه لأنه  يتعارض مع القرآن الذي يؤكد بوضوح على حرية الاعتقاد الكاملة  و لا يمكن للرسول الأمين أن يخالف أمر ربه و حتى لو افترضنا جدلا ان هذا الحديث قيل وتتبعنا سياق و موقف الرواية له لوجدنا أنه قيل بحق أولئك الذين عملوا كجواسيس وتظاهروا بالاعتقاد في الإسلام خلال الحرب مع الكفار وانضموا الى جيش المسلمين من أجل معرفة الأسرار العسكرية والمعلومات، ثم ارتدوا عن الإسلام وعادوا الى صفوف الكفار ليبلغوهم بهذه المعلومات لاستخدامها ضد المسلمين، و على هذا فانهم يعتبروا جواسيس و يستحقوا العقاب وعقوبة التجسس في أوقات الحرب عادة هى الموت حتى في عصرنا الحاضر