(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

القرآن يقول عن اليهود ان منهم الصالحون و منهم دون ذلك

القرآن يقول عن اليهود ان منهم الصالحون و منهم دون ذلك

Q7;168

مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ

أ-بعض المسلمين وغير المسلمين يعتقدون خطأ أن غضب الله هو على اليهود بشكل عام و هذا غير صحيح . كتب الشيخ “محمد عبده” (1849-1905) المفتي في مصر ومعظم العالم الإسلامي في وقته أن هذا سوء فهم وخطأ فالقرآن لم يقل ذلك أبدا ، ولكن يقتصر هذا الغضب فقط على هؤلاء اليهود الذين عصوا الله وتعدوا وقتلوا أنبياءهم وفى هذا الغضب مثال ينطبق على أي أمة أخرى تقوم بأعمال مماثلة حيث ذكر الشيخ وعلق على آيات القرآن فى هذه القضية على النحو التالي

   Q2;61–

وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ

Q2;62

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ

وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

محمد عبده يوضح أن هذا الذل والغضب من الله يرجع إلى عصيانهم الله و رفضهم أياته وقتلهم للأنبياء، ولكن القرآن اتبع ذلك بقوله أن الله رحمهم بعد ذلك واذا كان خطاب القرآن قد توقف عند الغضب و لم يتبعه الله ​​بالرحمة بعد ذلك، لكان كل يهودي على وجه الأرض قد فقد الأمل ، وليس فقط كل يهودي، ولكن كل عاصي وكل مخالف إما يهودي أو غير يهودي يكون قد فقد الأمل ان لم يكن الله قد ذيل الأية بالرحمة ، والواقع أن السبب لما حدث لليهود من غضب الله و عذاب ليس لأنهم يهود ولكن بسبب عصيانهم الشديد لله، وهذا هو السبب ثم يذكر الله في الآية 62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا و ذاك استثناء من الآية السابقة لإثبات أن العقاب لم يحدث لليهود إلا نتيجة العصيان و الجرائم التي ارتكبوها والتي يمكن أن ترتكب أيضا من قبل أي شعب آخر، هذه الجريمة هي العصيان الشديد والتعدي السافر ومخالفة أوامر الله، لذلك فان من يفعل هذه الأفعال مهما كان جنسه أو عرقه فان غضب الله سينزل عليه لأن الله لم يعاقب اليهود لأنهم يهود أو بني إسرائيل ولكن بسبب ما ذكر فى الأية ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كما أن الآية 62 أعلاه تظهر أن كل من عمل صالحا من اليهود أوالمؤمنين الآخرين سوف يكافأ عن عمله و يؤجر عليه من الله

     ب—ثم يذكر القرأن

Q2;63-64

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ

,يقول الشيخ عن هذه الآية أن الله أعطي الأمل لليهود في رحمته بعد أن حذرهم وأظهر لهم وللأخرين أن البوابة لهذا الأمل هو الاعتقاد الصحيح والعمل الصالح، قائلا  فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ

Q2;65-66

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿٦٥﴾ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ

ويقول الشيخ عن هذه الأية ان الله سمح لبنى إسرائيل بالعمل ستة أيام في الأسبوع وحظر العمل في يوم واحد هو السبت وطلب منهم في ذلك اليوم القيام بواجبات وطقوس دينية وذلك للحد من جشع حياتهم، ولكن بعضهم انتهك هذا النظام و تصرفوا كالقرود الخنازير في أهوائهم ووحشية السلوك و الرغبات و جموح النزوات وفسر كثيرون الأية أن اليهود لم يتحولوا جسديا الى قردة أو خنازير ولكن تعرضوا للعقاب من قبل الله واحتقرهم المجتمع واعتبرهم فئة حقيرة و نظر اليهم نظرته الى القرود و الخنازير، وان كان بعض المفسرين يقولون أنهم تحولوا جسديا إلى خنازير وقرود، وأنا أؤيد التفسير الأول (بأنهم لم يتحولوا جسديا) وهذا العقاب هو الدرس والمثال لأي شخص يفعل فعل مماثل مخالف لحدود الله

ج– أظهر الله في القرآن أيضا بأن اليهود / بنو الإسرائيل هم من أهل الكتاب وهم مثل غيرهم من الأمم بينهم الصالحون و من هم دون ذلك كما هو موضح فى الأيات التالية

Q7;168

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ

Q7;159

وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

Q3;75

وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا

Q3;115

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤﴾ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ