(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

لا نقاب في الاسلام

الشيخ محمد عبده (1849-1905 مصر) المفتي في مصر ومعظم الدول الإسلامية في وقته أصدر فتوى بأن غطاء الوجه أو البرقع (ما يسمى الأن بالنقاب) ليس من الاسلام و لكن فقط عادة اجتماعية ضارة وغير إسلامية وتتعارض مع الشريعة و ينبغي أن تتغير، انظر ادناه الأدلة على هذا

أ)لا نص في القرآن أو في السنة يفرض على النساء تغطية وجوههن، وإنما هو مجرد عادة اجتماعية أخذت من أمم قديمة غير مسلمة و هى طائفة اليهود الأرثوذكس المتشددين الذين كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و قام بعض المسلمين بظلم أنغسهم و بتقليدهم و هى مثل غيرها من العديد من العادات الضارة التي تنسب زورا و ظلما إلى الإسلام و تغير الدين

ب) النبي حظرغطاء الوجه للنساء فى موسم الحج و العمرة في مكة المكرمة وأمرهن بكشف وليس تغطية الوجه أو اليدين وهذا الأمر يتم تنفيذه بدقة حتى اليوم فى الحرم بمكة المكرمة و الحرم هو أقدس مكان للمسلمين والحج أو العمرة هو أعلى الدرجات الروحية للمسلمين، وبالتالي إذا كان غطاء الوجه فضيلة بأي وسيلة لكان النبي الذي يدعو إلى التقوى قد أمرهن بتغطية وجوههن وليس العكس، علاوة على ذلك لا يتم فصل الرجال عن النساء فى الحرم

ج) القرآن لا يذكر أي غطاء للوجه. وفى ألأية التى تتحدث عن زى النساء فان الله يوجه الكلام الى الرجال أولا بغض البصر و عدم الأحداق و ذلك قبل أن يذكر غض البصر للنساء أيضا و تغطية فتحة الصدور وعدم كشف زينتهن إلا الذي يظهر منها

24;31

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ,

و كلمة خمار في اللغة مشتقة من خمر و معناه غطى و على هذا سميت الخمر بهذا الأسم لأنها تغطى العقل و الخمار يعنى غطاء أو رداء أو لباس و و نرى أن الله قد أباح للمرأة ابداء بعض أجزاء من جسدها و لكنه لم يسم تلك المواضع و هذا معناه أن الله قد جعل هذه الأجزاء تقديرية حسب الزمان و المكان و المجتمع و قديما رأى الفقهاء ان الوجه و الكفين من المواضع المكشوفة و اختلفوا حول القدمين و الذراعين و هذا كان راى اجتهادى حسب زمان و مكان من رأى هذا الرأى

د) حول زوجات النبي في هذا الشأن: فأن ما يقال في بعض الروايات أو الأحاديث القائلة بأن زوجات وبنات النبي (ص) كن يغطين وجوههن مسألة غير مؤكدة وروايات أخرى تثبت أنهن لم يكن يغطين وجوههن، خاصة أنه كان يتم التعرف عليهن في الطريق مما يعنى أنهن كن كاشفات الوجه كما ان نفس رواة هذه الأحاديث يروون حديث عن النبى (ص) مشيرا الى أم المؤمنين عائشة قائلا…. “خذوا شطر دينكم من تلك الحميراء” مما يعنى أن وجهها كان مكشوفا و معروفة بحمرة الخدين

وحيث أن مرجعنا النهائي هو القرآن، فأن القرآن لم يأمر أبدا زوجات النبي بغطاء الوجه أوارتداء الحجاب، ولكنه امر الرجال أن يستأذنوا أولا قبل دخول بيت النبى و ان أرادوا أن يسألن زوجات النبي أثناء وجودهم فى البيت شيئا من طعام أو خلافه فغلى الرجال أن يفعلوا ذلك من وراء حجاب و هذا الحجاب يمكن ان يكون ستار أو باب أو نحو ذلك و هذا لأن بطبيعة الحال فأن المرأة قد تكون متخففة من ثيابها داخل البيت أو جالسة فى وضع لا يصح للغريب رؤيته كما أن أمهات المؤمنين لهن وضع خاص

33;53

” أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ>>>وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍَ

مع ذلك، لو افترضنا جدلا أن زوجات النبى (ص) غطين وجوههن، فلا ينبغي أن تطبق هذه الممارسة قياسا على أي امرأة مسلمة أخرى لأن هناك بعض القيود المطبقة على زوجات النبي التي ينبغي أن لا تنطبق على غيرهن من النساء المسلمات. قال تعالى أن نساء النبي لسن مثل غيرهن من النساء

33;32 ‘ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ..

و قد ذكر القرأن أن لزوجات النبي (ص) ضعف العذاب و ضعف الثواب كما لا يسمح لهن الزواج من أي شخص بعد وفاة النبي و لا تطبق هذه القواعد المقيدة على بقية المسلمات

ه)و بالنسبة لأولئك الذين يفضلون الرجوع إلى الحديث لأخذ المعلومات الدينية فأن صحيح الأحاديث يثبت الكشف عن الوجه و اباحة الأختلاط بين الجنسين؛ و هو في صحيح البخاري قائلا

“كان الرجال و النساء يتوضؤون جميعا فى زمان رسول الله”

وهذا الحديث يثبت أنه لا يوجد فصل بين الجنسين في معنى كلمة “جمبعا” كما ان عملية الوضوء تتطلب كشف الوجه والشعر والذراعين والقدم .. وهذا صحيح الحديث يفضح كذب أى أحاديث أخرى تدعو إلى أي نقاب

و) كما ان غطاء الوجه (النقاب) يمكن أن يكون وسيلة جيدة لارتكاب المعاصى والزنا لأن النساء اللواتى يردن الحصول على علاقة غير شرعية مع رجل غريب يمكن أن يخرجن بسرية والقيام بأي ذنب دون علم ألأزواج أو ألأهل أو الجيران أو أي شخص يمكنه التعرف عليهن

ز) كما ان تغطية المرأة وحجابها يعيق المرأة من إدارة ثروتها وأعمالها التجارية و مما نراه فى قضايا المحاكم فأن الكثير من الرجال الذين كانوا وكلاء للنساء المحجبات قد أساءوا استخدام الوكالة وسرقوا المال من النساء

ح) الحجاب الكامل للنساء دون التعرف عليهم يمكن أن يشجع العصابات و المجرمبن على التنكر وأرتكاب جرائمهم تحته مما يمثل خطورة على المجتمع

:ط) القرآن يرشد الرجال الى غض البصر و عدم الأحداق أما بخصوص ما يقال عن خوف بعض الرجال من إغراء “الفتنة” فإن الجواب هو أنه يمكن أن يكون هناك أيضا رجل وسيم ، فلماذا لا يتم تغطية وجهه أمام النساء ، ومع ذلك فبالنسبة لأولئك الرجال المتخوفين من الفتنة فى النظر للمرأة فأن القرآن أرشدهم لغض البصر وإذا لا يزال هناك بعض الرجال لا يستطيعون ذلك فهؤلاء أصحاب تفكيرو قلب مريض، و الحل هو ارسالهم للحصول على العلاج العقلي أو النفسي و ليس فرض غطاء الوجه على النساء

ك) مما سبق يتضح أن تغطية الوجه من الممكن ان يمئل خطورة على المجتمع و كما أن اكراه المرأة عليه بعتبر تصرف قمعي ومستبد وظالم للمرأة وبالتالي يتعارض مع الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى العدل و الحقوق لكل من الرجل والمرأة فى المجتمع

وعلاوة على ذلك، هناك أكثر من 6000 آية في القرآن الكريم تتحدث عن العديد من القضايا والعدل، والإحسان، والعفو و الحق والصبر وحسن الخلق والاعتدال، والتواضع، والصدق .. الخ و للأسف فأن كثير من الحوارات الدينية اختزلت الدين في زى المرأة واهملت غيرها من القضايا في حين أن هناك اثنتان فقط من الآيات في القرآن الكريم التي تحدثت عن ملابس النساء و ليس فيهم أي تحديد لزى أو غطاء الا للنهدين و و دعوة عامة الى الأعتدال ، ولو كان صلاح الأمة مرتبط بزى المرأة لكان الله فصله و أوضحه و أفرد له الأيات

وأخيرا، فإن موجز الفتوى هو “غطاء الوجه للمرأة ليس من الاسلام ولكن عادة ألبسها الناس لباس الدين كسائر العادات الضارة و تتعارض مع الشريعة الإسلامية وينبغي تغييرها