(1905-1849)
مفتى الديار في مصر و معظم العالم الأسلامى

 

كل مسلم هو المفتي لنفسه فى دينه

كل مسلم هو مفتى نفسه

الشيخ “محمد عبده” (1849-1905) مفتي مصر ومعظم الدول الإسلامية في وقته يقول أن الدين الإسلامي هدم تماما والغى أي نوع من السلطة الدينية أو السيطرة على الاعتقاد أو الإيمان لأى شخص وليس هناك سلطة دينية لأحد في الإسلام بما في ذلك نفسه و لا لأى من علماء المسلمين أو الشخصيات الدينية أو الأئمة أو المفتين وفتاويهم وأرائهم هى اجتهادات و أراء قد تصيب و قد تخطأ والسلطة الوحيدة المعطاة لهم هي سلطة مدنية فقط تنحصر فى تقديم المشورة والتذكير و الوعظ بالحسنى و دون أي سيطرة على أي شخص فى معتقده أو عبادته أو طريق نظره، علاوة على ذلك فان النصيحة حق متبادل بين الناس فيحق لأى شخص مهما تدنى علمه فى الدين أن ينصح أكبر رجال الدين و اعلاهم مكانة , و يقول الشيخ أنه ليس لمسلم مهما علا كعبه فى الاسلام على أخر مهما تدنى قدره فى الاسلام الا حق النصيحة و الارشاد و هو حق لكمل منهما يقرع به أنف الأخر … انظر الأدلة أدناه

أ— ان النبي محمد (ص) يعثه الله كرسول و مذكر فقط وليس كمسيطر على الناس، وورد ذلك بوضوح في القرآن في آيات كثيرة، على سبيل المثال هو

88;21-22” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴿٢١﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ .

ب—- يقول الشيخ أن النص الدينى الذى أنزله الله فيه سعة ومرونة و يسر بما فيه الكفاية ليشمل جميع الأوقات والأماكن والظروف و الفتاوى يجب أن تأخذ هذه العوامل في الاعتبار و تستهدف تحقيق خير المجتمع والعدالة وفقا لتعليمات الإسلام و ينبغي أن نستخدم العقل والمنطق والمعرفة الحديثة لتقييم الفتاوى القديمة التي أدلى بها العلماء في الماضي منذ عدة قرون ، وليس مجرد النقل الأعمى عنهم، و أن نقدم العقل على النقل ويقول أيضا أن الآراء والفتاوى الصادرة عن العلماء أو الأئمة ليست جزء من الدين يجب اتباعه و انما هى اجتهادات للمسلم أن يأخذ بما يراه صائبا منها و الا وقع المسلمون في نفس الخطأ الذى وقع فيه السابقون من اهل الكتاب الذين اتبعوا بشكل أعمى و دون تفكير رهبانهم و احبارهم الذين فرضوا آرائهم على الناس وسنوا و شرعوا الحلال و الحرام و جعلوا لأتفسهم سلطة دينية لم يقررها الله لهم ، انظر كلام الله الذى يحذرنا من الوقوع فى نفس الخطأ

9;31 اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ

ج—– ويقول الشيخ أيضا أن الله وعد انه سيرشد كل من يسعى للعثور على الطريق الصحيح كما فى قوله

29;69وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

أيضا هناك حديثان في الصحيح يؤيدان هذا و يرى صحتهما لتوافقهما مع القرأن

من عمل بما علم أورثــه الله علم ما لم يعلم”   و ” استفتى قلبك و ان افتوك

د—- ويقول الشيخ أيضا أن الأحكام ينبغي أن تؤخذ من كتاب الله مع اعمال العقل فى فهم النص و مراعاة قواعد و مقاصد الشريعة من استهداف مصلحة الناس ودرء الأضرار وإذا وجد شخص ما رجل دين لديه معرفة دينية جيدة وأخلاق و لم يطلب مقابل على النصيحة و لمشورة الدينية فلا مانع أن يأخذ بنصيحته بعد تقييمها و الاقتناع بها عقلا وإذا لم يجد هذا الشخص و سعي لمعرفة الطريق الرشيد فليعلم أن الله سيرشده بطريقة أو بأخرى كما وعد